الثلاثاء، 21 يونيو 2011

نماذج تغريـبـيـّه ، هي التي رأيتهآ ..!

بسم الله الرحمن الرحيم ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



أردت تسليط حديثي اليوم على إحدى الزوايا المهمة من زاويا مجتمعنا الإسلامي الحرّ ، ولأن مقدار تلك الزاوية بدا بالتفاقم والازدياد حتى ضيّقَ بمقدار الزوايا الأخرى كان لزاماً أن نقف نحن المسلمون في وجه تلك الموجة بعدة واجبات ومهام ، تستلزم التغييّر نحو الإيجابية والتقدم ، لا السلبية والتأخر ، إنها زاوية التغريب ، تلك الزاوية الخطرة ، والمؤلمة حقيقة ، فلسنا نرى اليوم الكثير من المسلمين ، إلا مسلمون تغريبيون ، ومتأثرون به حدّ الغرق

كان أعداء الإسلام ولازالوا ولن ينفكّوا عن هدفِ فصل ِ المسلمين عن إسلامهم ، فلا يهمهم أن يتحّول المسلم نصرانيّاً أو يهوديّاً أو مجوسيّاً بقدر أن يترك الإسلام ، ويترك أخلاقه وطباعه وعلومه المستمدة من شريعة ربّ الكون سبحانه ، ومن أجل تحقيق ذلك الهدف لابد من المجابهة عسكرياً وفكرياً ، ولصعوبة الحركة العسكرية وتكلفتها كان أثر الحركة الفكريّة سريعاً ونشطاً بل وأبقى أثراً ، وهذا هو المؤلم في الأمر ،

سأذكر لكم ذاك الأنموج التغريبي البسيط الذي عايشته منذ أيام قلائل في هذه الفترة المعاصرة ، فضلاً عن النماذج الأقوى والأخطر والتي لاتخفى على كل مسلم متبصّر بحال أمته ،

كان شاباً من إحدى أقاربي ، طالباً في الثانوية ، يمرّ بفترة الاختبارات التي يمرّ بها أغلب الطلاب حالياً ، لم أره يمسك كتابه إلا سويعات قليلة ، فقد كان منهمكاً بما يسمونه ( البلاك بيري ) انهماكاً كلياً، يكاد ينتسى معه العالم الذي هو فيه ولك أن تنقتنع حينما ترى رأسه منحنياً إنحناءة كاملة نحو الجهاز الصغير ، والتلفاز يرفع صوت المعلق في إحدى المباريات الهامّة ، وعيناه تنتقل من تلك الشاشة الصغيرة ( شاشة البلاك بيري ) إلى الشاشة الكبيرة ( شاشة التلفاز ) ليتابع أهم مجريات ترك المباراة ، يمرّ والده وتمرّ والدته ، بنصيحة مرة ، وزجرة مرات ، ولكن دون جدوى ، فالحال هي كذلك حتى تنقضي فترة الاختبارات ، ليكمل بعدها مشوار الضياع واللعب في الجمعات مع ما يسمونه الشباب والربع ، والبلياردو والسفر ،


أخواني /
يظل هذا النموذج ، نموذجاً بسيطاً جداً للأهداف الحقيقة للتغريب ، ومنه فقط دعوني أستنتج ما يريدونه ولنتناسى النماذج الأخرى ،،

1- صنعوا لنا ما يسمونه تقنيات واختراعات لا حصر لها ، (آيفون 4 ، 5 ،جالكسي ، آيباد .... ) باسم التقدم والتكنولوجيا المتطورة ليلهوا شباب الأمة بها وهم من يستفيد منها.
2- شغلوا الشباب بما يسمونه كرة القدم ، وجعلوها همهم الأكبر ، ومتابعة البسيط والقوي منها ، لينسوهم أن هناك أمة تنتظر منهم المنجزات ، لا تنتظر منهم هدفاً هزّ شباك المرمى . بل وركزوا أهم تلك المباريات في فترات الأختبارات والهدف مجهول .
3- شغلوهم عن متابعة الدروس وطلب العلم ، ليكونوا متأخرين في الركب ، ولينطفيء نور العلم في هذه الأمة ، ليطفئوا بذلك بناء الجيل القادم من شباب الأمة، فأن تكون متأخراً دراسياً وعلمياً يعني أن تكون بلا وظيفة مرموقة تكسبك العيش التامّ والكافي مما يعطـّل الشباب وينشر فيهم رعب البطالة وقلة العيش وهدم الأسرة المسلمة .
4- أن يكون هدف المسلم وليد اللحظة ، لا طويل المدى ، فكّر بما يديك ، وانس َ القادم ، فأنت الآن شابّ استمتع بشبابك ، ولا تفكّر أن ورائك مستقبلٌ ينتظر منك الكثير ، لوكذلك الفتاة ، فأنتِ الآن في ريعان الشباب ، اسمتعي بجمالك وأنوثتك ، واهتمي بها ولا تنشغلي بما هو سواها ، ليعيش الشباب والفتيات على هامش الأهداف ، وتتبدّل الأهداف العظيمة ، بالأهداف التافه ، ويقل معها بالتالي ، أصحاب الإنجاز ومن يحمل همّ الأمة ،
5- ومن أهم ما يهدفون إليه ، أن لايكون في حياتك أيها الشاب قدرٌ لأحد ، عش كما يعيش الغربيّ ، لا شأن لوالديه له إلا في أيام الطفولة ، وكذلك الفتاة ، ثم بعدها أن قائد نفسك وأنت من يجب أن يعيش حياتك كما يراها لا كما يطلب منك الآخرون أن تعيشها حتى ولو كانا والديك ، فلا قدر للوالدين ولا للإخوان والعائلة في النموذج الغربي وهذا هو من أشد الخطر والضرر .

وما تقدم غيض ٌ من فيض ،

فاللهم أرحم حال الأمة ، وارزقنا و أبنائها وبناتها الهداية والثبات على الحق .. إنك وليّ ذلك والقادر عليه ،

هناك 5 تعليقات:

بــشرى يقول...

ما من شيء أشد وقعا على القلب مما قلتِ!
الأمر أعظم مما يتخيله بعض الناس والآبآء((فترة مرآهقة))
الأمر عظيم’ فكر يُوجه.وهوية تُخدش.وأهداف تُنفذ
لا حُرمنا مطر أنآملك المبآركـ..
ونسأل الله أن يحي به قلوبا فتغدوا مخضرة
وينبت به شبابا يانعاً بإذن الواحد الأحد سبحآنه~

أمـجآد الـدعوة يقول...

اللهم آآآآآآآآمين

فما نريد إلا الإصلاح بقدر ما نستطيع ،

ولاحرمنا عطر مرورك ،

ربي يحفظك

... سعد الحربي ... يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بجد تفاجأت بهذا الموضوع ولا أدري لماذا لم انتبه له من قبل.

على العموم أهنئكِ على اختيار هذا الموضوع وشعرت بأنه من المواضيع ذات الوزن الثقيل جداً وتشكرين على هذه الغيرة وأعتقد أن المشكلة الكبرى هي استخدام هذه الأجهزة وهذه التقنيات بلا ضوابط
صراحة أتى هذا الموضوع على الجرح فأنا الآن أعد موضوع قريب جداً من هذه النقطة المهمة وقد أتناوله من زوايا أخرى وأتشرف بأن تكوني قريبة لتشرفيني بالإطلاع عليه.

بارك الله فيكم أختي وجزاكم الله خير على هذه المجهودات المباركة والرائعة.

أمـجآد الـدعوة يقول...

حياكم الله أخي الكريم ..

أرى أن موضوع التغريب لابد أن يأخذ مساحة كبيرة في مجتمعنا الواعي ..

فالامر جداً خطير ولو أننا تركنا دفّة القيادة دائماً لأولئك العلمانيون فلن نصل لبرّ الأمان ..

فلابد أن أكتب ولابد ان تكتب ولابد لعلمائنا والجميع أن يبادر في الحديث عن هذا الموضوع ومحاولة إصلاحه ولو بالقليل ..

بارك الله فيكم وجزيتم الخيرات..

... سعد الحربي ... يقول...

هلا أختي

أبشركِ انهيت موضوع غزو الشاشات كما شرفتموني بإطلاعكم الكريم على الجزء الأول فهو متهيأ لاستقبالكم في الجزء الثاني
http://kngmm.blogspot.com/2011/10/2.html

وأشكركم على تعليقكم الراقي وقد سررت كثيراً بمشروعكم عن التقنية وفي تصوري أنه كبير وعظيم وحساس ومهم جداً واتشرف بتقديم أي مشورة أو رأي أو مساعدة فيه أو على الأقل الإطلاع عليه للاستفادة والإفادة.

موفقة أختي لكل خير.