الأحد، 28 أكتوبر 2012

عيدكم ـ برّاق ..!




تقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل 
ووفقنا وإياكم لاستغلال مواسم خيراته دائماً وأبداً ..
وعيدكم مبارك ..


اليوم وإن كان متأخراً الحديث عن العيد السعيد ، حيث أننا اليوم في لغتنا - ثالث عيد - ..
لكن مقام الحديث يتجاوز قليلاً قديم المعاني 
وقديم الروتين ..
اليوم ، نعيش نحن المسلمون ، أعياداً مختلفة .. أعياداً ليست كسابقتها 
والأسباب كثيرة ..
من أهمها ، أننا كبرنا ،
ثم أن العالم قد تغيّر بشكل جذري - ولله حكمته - ،
 ثم أن ظروف الحياة وقوانينها وسننها الكونية باتت لاتفارقنا وتزيد من مواجعنا عاماً بعد عام ..

باتت أعيادنا مشوبة ً ببعض القلق ..
وبتنا نرمق صخب الصغار من دون أن نزجرهم ، بل نتمنى العودة مكانهم .. 
باتت مشاعرنا نحن المسلين مكسورة ، شديدة الحيرة والتفكير ..
أترانا ننزعج من حال أعياد أخواننا في سوريا أو البحرين حتى ..
أم أنه حال العريّ الذي يزداد في أعيادنا بدا لا يُحتمل ..
أم هو غياب جدتي الغالية للعيد الثاني على التوالي بدا يجعل أعيادنا أطواقاً من حديد ثقيل حول الأعناق والأيدي .. 
وحال أسرتي الكبيرة بعدها كيف بدا مشتتاً ومضطرباً بشكل مخيف ..


من المهم أن أذكر 
أنني لا أهدف لربط العيد بالحزن والألم ..
لست إلا أصف عيداً من وجهة نظر شخص كان صغيراً لا همّ له ، يرمق العيد بنظرة العيدية والثوب الجديد ..
ثم هو اليوم أصبح بالغاً وأدرك أن العيد ليس لمن لبس الجديد ، بل هو معانٍ أكبر من ذلك بكثير ..!
إنه اليوم 
يرى أن العيد لنبذ الفراقات العائلية وجمع شتات القلوب المتنافرة
يرى أن العيد دروسٌ لتعليم الأمة المنهزمة معاني الوحدة ونبذ الفرقة وجمع كلمة الصف  .. خاصة عيدنا الأضحى وحجّ بيت الله
يرى أن العيد مكافأة الكريم - سبحانه - لعباده المخلصين بعد جدّهم واجتهادهم في مواسم خيراتٍ عظيمة .. 
يرى باختصار ، 
أن العيد هو معاني إسلامه الصافيّة النقيّة .. وهي بمثابة دعوة تتجدد ُ كل عام ليس عبثاً 


كان من الجميل في خطبة العيد -هذه السنة بالذات -
أن يقوم الخطباء ببث معاني الفرح ، وتجديد النوايا المتفائلة ، نحو مستقبل أمتنا العظيمة - كما فعل ذلك خطيب مسجدنا السنة ماقبل الماضية - جزاه الله خيراً
ليس إلا أن القلوب محتاجة لغيث التاريخ المضيء ، 
وليس إلا أننا نعيش أوضاعاُ عصيبة تحتاج التعقل لا الفزع ..
لكنني للأسف في هذه السنة .. شاهدت خطباء من نوع آخر ، في صوتهم زئير شؤم ،
وفي نظرتهم سهمٌ خاطيء ، وفي قلوبهم قلقٌ من نوع مفزع ,,
حيث تركوا العيد والحديث عن جماله ، إلى نذير الذنوب ،
وتهديد غير القادر على الحج بفوات جنته ،  
وجعلوا صباح العيد ، ليلاً عاصفاً لا بدر فيه وضياء ..


العيد ماجاء إلا ليبثّ فينا روحاً من تفاؤل .. لا تنضبُ حتى قيام الساعة ، 
 " إِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا " صلى الله عليه وسلم 
تفاؤل حتى نهاية العالم أجمع ..
لكن هذا الجهل .. إلى متى .؟


أعتذر على الإطالة 
وعيدكم جميل سعيد منعش مشرق ..
والله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً من كل الهموم ..
وعيدكم ، برّآق ..

هناك تعليقان (2):

بــشرى يقول...

كيف لحروفك أن تتسلل للعمق،،
فتلامس ذات الألم،، فتسرده..لأكتفي بأن
"أقرأني" كما أعني..

هذه التدوينة مكتظة بالكثير الذي لا يمكن حصره..
و مشتعلة بالأمل .. منذ أن انتهيتُ منها فختمتُ بتكبيراتك
.. ابتهجت.. لأن الله أكبر،
و أنا بكِ و الله أفخر،

أمـجآد الـدعوة يقول...

دائماً أحبّ أن أسمع تعليقك أنت بالذات على كل حرف يخدم التفاؤل ..
أعرفك كما تخشين الكثير من الأمور
تعشقين التفاؤل أكثر والحروف المحلقة أكثر وأكثر ..
شكرا من القلب عزيزتي بشرى ..
وجعلنا الله ممن يعتزّ بدينه ويخدمه حتى يجعله عالياً ..
حياكِ ..