الأربعاء، 17 أبريل 2013

إنّه الإنــــســـان .."



إنّه الإنسان .. ذاك المخلوق العجيب ، الذي تجتمع فيه تناقضات الكون بأكمله ..
إنّه ذلك الإنسان .. الذي يهدم .. ونفسه الذي يبني .. 
إنه الإنسان .. نفسه الذي يقتل .. ونفسه الذي ينقذ ثم بإذن الله يُحيي
إنه الإنسان الذي يكره .. ونفسه الذي يحب ويغرم
إزداوجية هذا الكائن .. جعلته يحمل الأمانة .. التي وصفها الله عزّ وجل في قوله : {  إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا  
فهو يظنّ أنه دائماً الأقدر ، والأعرف والأجزى بالخير 
وذاك كلّه , لأنه يفكّر يفقط .. ولو سُلبَ ذاك العقل .. لما لامه كائن ..

اليوم .. ظلم البشر بعضهم .. وقتل بعضهم بعضاَ .. وكره بعضهم بعضا .. وأكلوا لحوم بعضهم بعضاً
ليس أنّهم يظنون أنّهم على حقّ ..  وليس هناك أحد يجاريهم وأنّ لهم سطوة المكان .. وأبدية المنصب ..

فاضت دموع .. وسجدت جباه بشر .. تحت أقدام البشر .. 
وفي المقابل
صعد القمم بشر .. لمّا تماسكت أيديهم بإيدي بشر .. واعتلوا كتوف بعضهم ليرتفعوا

قال الله تعالى عن الملائكة في قصة خلق آدم : { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }البقرة 30

إنّها الملائكة حينما تعجّبت  .. ونحن اليوم نعيدُ التعجب ..!

لما أيّها الإنسان تحبّ وتكره ، تظلم وتعدل ، تهدم ثم تبني ..!


كلّ ذاك التناقض ممكن ، في نفس البشريّة .. مسلماً أم كافراً .. ذكراً أم أنثى ..

لكن الفرق في الإسلام .. هو الضبط ..

حيث أن الإسلام يفهم تلك الإزدواجية المتناقضة ,, ويقرّها في قول الله تعالى : { إنّا هديناه النجدين } 
فلو لم تكن تلك الفطرة المتناقضة موجودة .. لما كانا طريقين .. بل كان طريقاً واحداً
ولما حصل هناك اختيار .. حيث بشرٌ يريدون طريقاً لأنه الأفضل عندهم والآخرون سلكوا الطريق الآخر لأنه الأجدر عندهم كذلك

الإسلام يقرّ بفطرة الإنسان المتعددة .. وجعل لها انضباطاً محكماً .. يؤدي بذاك الإنسان نحو الإيجابية
التي لا تعرف الظلم ولا الهدم والقتل والإفساد ..

صحيح .. أنا مسلم .. أنا إنسان .. أستطيع أن أكره وأستطيع أن أحب 
لكنني سأحبّ الخير وأسعى له .. وأكره ما يضاده وابتعد عنه ..

وعجبي ثم عجبي .. لذاك الإنسان المسلم .. الذي تناسى معالم الضبط الدينية .. نسى أنه مسلم وتذكر أنه إنسان فقط
يعيش ليسطو ويظلم ويحجز المقعد الذهبي في عمله للأبد 

لابدّ أن نقرّ أننا بشر .. نخطيء .. لكن لا نكرر الخطأ
وننسى .. لكن نتذكّر المهمّ

وأننا بشر مسلمون .. علينا الكثير ولابدّ أن نعمل به .. لنعيش نحو الأفضل .. الذي نبغيه ونطمح له دائما ..

هناك 7 تعليقات:

بــشرى يقول...

من أجمل ما قرأت لك
في الدين حين يتغلغل في المنطق و العقل و التفتّح..
أتمنّى من قلبي أن يرى النور هذا المقال ..وأن يكون بين الأيادي..
رائع بالفعل حفظ الله لك هذا القلم,

أمـجآد الـدعوة يقول...

الله يسعدك بشورة

شكرا لمرورك العذب

... سعد الحربي ... يقول...

فعلا مقال جداً رائع

وبإذن الله سيكون لك مجال تشرفين فيه الدين والوطن

موفقة أختي

وما شاء الله عليكم مستمرين في التدوين

بجد اهنيكم

أمـجآد الـدعوة يقول...

مرحبا بكم مجددا أخينا المبارك

الله يجعلنا وإياكم ممن يخدم الإسلام ويعين على رفعته ونصره .

جزيتم خيرا على تعقيبكم المبارك
والتدوين لايهم أن يكون متواصلا بقدر أن لا ينقطع .. فلا نريد لحبر الأمة أن يجف

وأهلا بكم .

... سعد الحربي ... يقول...

شكرا جزيلا على كل ما اتحفتيني فيه أستاذتنا

حبيت أضيف نقطة جداً مهمة وهي أننا نخدم هذا الدين وأيضاً نفضفض بما في أنفسنا من خلال وسائل تقنية عديدة ولا نستطيع أن نحصرها في وسيلة واحدة وجميلة أن نحاول أن نوازن بينها لكن الأجمل أن نعرف مهاراتنا ومويلنا ونتخصص بها ونخدم ديننا ثم أنفسنا ووطننا من خلالها فمثلاً أنا وجدت نفسي في مجال التصوير فتخصصت به وتفرغت خلال الفترة السابقة له ولبرنامج instagram الإنستغرام وهو معروف متخصص في الصور وهذا هو سبب انقطاعي عن التدوين فقط.

والله يسعدك ويحفظك

أمـجآد الـدعوة يقول...

وفقكم الله لطاعته أينما كنتم ..
وأعاننا وإياكم على رفعة دينه وكتابه..

... سعد الحربي ... يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.